هو الحجر الأسعد (رمزٌ لا عِبادة )يُمثِّل الحجر الأسود من حيث كونه جزءاً من الكعبة المُشرَّفة النُّقطة التي يبدأ منها الطّواف وبها ينتهي، ممّا يعني وجود قيمةٍ خاصّةٍ له، وقد أخذ المُسلمون ذلك النُّسك الخاصّ بالبدء بالحجر الأسود في الطّواف من فعل الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، كما يُشرَع لمن طاف بالبيت أن يبتدئ بتقبيل الحجرإذا أمكنه ذلك، وكلّما مرّ به في بداية كلّ شوطٍ من أشواط الطّواف التزمه بالتقبيل إن تمكّن؛ لفِعل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم،
فما هو سرُّ تلك القيمة للحجر وما حُكم تقبيله، وما قصّته وقصة إضافته إلى الكعبة، أم أنّه كان فيها منذ القِدم؟ ذلك ما سيتمّ بيانه في هذه المقالة.
هو جزء من أركان الكعبة المُشرَّفة الأربعة، يُحاذي في موقعه الرُّكن اليمانيّ؛ حيث يقع في النّاحية الشرقيّة منه، والحجر الأسود مُكوَّنٌ من خمسة عشر حجراً مُقسَّمةً على أقسام؛ منها الصّغيرة جدّاً، أمّا أكبرها فيبلغ حجمه حجم حبّة تمر، وتظهر من هذه الأحجار للعيان ثمانية أحجارٍ فقط، أمّا بقيّة الأحجار السّبع، فقيل: إنّها تدخل في بناء الكعبة المُشرّفة، وقيل: بل هي مُغطّاة بمادّةٍ من المعجون المُكوَّن من العنبر الممزوج بالشّمع والمِسك، وتقع تلك الأحجار أعلى الحجر الأسود؛ حيث يُمكن للذي يقصد البيت بغيةَ الطّواف به سواءً كان حاجّاً أو مُعتمِراً رؤيتُها عند تقبيله الحجر.
يبلغ ارتفاع الحجر عن سطح الأرض ما يُقارب المتر ونصف المتر، هو من أحجار الجنّة وياقوتها، كان لونه قبل أن ينزل إلى الأرض أبيض مُتلألِئاً، فطمس الله نورَه، وقد ثبت ذلك من حديث النبي -صلّى الله عليه وسلّم- الذي يرويه عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنّ الحِجرَ والمقامَ ياقوتتانِ من ياقوتِ الجنةِ، طمس اللهُ نورَهما، ولولا ذلك لأضاءَا ما بينَ المشرقِ والمغربِ)، ممّا يدلُّ على أهميّة الحجر وقيمته ومكانته في الإسلام، وسبب بدء المُعتمر والحاجّ وغيرهما من زُوّار بيت الله بالطّواف به.