إن معنى مقام إبراهيم :المقام في اللغة المقام بفتح الميم: من قام قوماً وقومةً وقياماً وقامةً أي: انتصب، فهو قائم، من قوم وقيم وقوام وقيام،
وقاومته قواماً: قمت معه، والقومة: المرة الواحدة، وما بين الركعتين قومة، والمقام: موضع القدمين.
المقصود
مقام ابراهيم
ومقام إبراهيم هو الحجر الذي قام عليه نبيّ الله وخليله إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-
حين ارتفع بناء البيت وشقَّ عليه رفع الحجارة، فكان يقوم علي ويبني، وابنه إسماعيل عليه السلام
يناوله الحجارة، وهو أيضاً الذي قام عليه نبي الله إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- للنداء والآذان بالحج،
وفي هذا الحجر أثر قَدَميّ نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام؛ حيثُ جعل الله سبحانه وتعالى من ذلك الحجر رطوبة تحت قدميّ نبيّه،
لذلك فغاصت فيه قدماه، وهو الحجر المعروف عند الكعبة المشرّفة والذي يُصلُّي الناس خلفه ركعتيّ الطواف.
في عهد النبي إنّ للعلماء في موضع المقام -في عهد النبي صلى الله عليه وسلم– ثلاثة أقوالٍ هي:
الأول: أنّ المقام كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في موضعه الذي هو به الآن، وكذلك كان في عهد أبي بكر؛ حتى جاء سيلٌ في عهد عمر بن الخطّاب،
فذهب به إلى أسفل مكة، فأعاده عمر بن الخطّاب إلى مكانه الأول.
الثاني: أنّ المقام كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ملاصقاً للكعبة المشرّفة، حتى أخّره هو صلى الله عليه وسلم إلى موضعه الذي هو به الآن.
الثالث: أنّ المقام كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد أبي بكر ملاصقاً للكعبة المشرّفة، حتى حوّله أمير المؤمنين عمربن الخطّاب رضي الله عنه.
مقام ابراهيم
وُصفَ المقام بأنّه حجر مكعّب الشكل تقريباً، مثبت فوق قاعدة صغيرة من رخام المرمر، وقياس هذه القاعدة بنفس قياس المقام من حيث الطول والعرض،
أمّا ارتفاعها فهو ثلاثة عشر سنتيمتر، أمّا لون الحجر فما بين الصفرة والحمرة وهو إلى البياض أقرب، وارتفاعه عشرون سنتيمتر،
وطول كل ضلع من أضلاعه الثلاثة -من جهة السطح- ستة وثلاثون سنتيمتر، وطول ضلعه الرابع ثمانية وثلاثون سنتيمتر، فيكون محيطه 146 سنتيمتر،
وقد غاصت قدما نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام في الحرّ إلى نصف ارتفاع الحجر؛ فعمق إحدى قدميه عشرة سنتيمترات والأخرى تسعة سنتيمترات.
لم يُر آثار أصابع قدميّ نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام؛ لانمحائِها بسبب طول الزمن، وحجر المقام مُلبّسٌ كلّه بالفضّة الخالصة؛ فلا تظهر حقيقة الحجر،
أمّا في الوقت الحاضر فالحجر موضوع في مقصورة زجاجيّة شفافة، تُرى من خلالها هيئة القدمين بوضوح.
وجعل الله سبحانه وتعالى لمقام إبراهيم ما يدل على أهمّيته وعظمة شأنه،
ومن هذه الفضائل ما يلي:تخليد ذكره في القرآن الكريم؛ ممّا يدل على أهميته وعظمة شانه،
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ۖ وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ )
فالآية الكريمة تبيّن أنّ الله سبحانه وتعالى جعل البيت مثابة للناس يأتون إليه في كل زمان حُجّاجاً وعُمّاراً، وجعله سبحانه وتعالى أيضاً أمناً دائماً على من دخله،
وعلى من حجّ البيت أو اعتمر أن يصلّي خلف المقام